تستهويه اغاني الجعليين والموسيقى الاوروبية
بروفيسور يوسف فضل: ليس وراء كل عظيم امرأة
بهدوء كان يتسلق عتبات السلم المؤدي الى مكاتب (الرأي العام) ولكنه كان منفتح السرائر وحينما وقف امامنا.. قلنا: اهلاً بالمؤرخ الكبير.. فما قدمه ينسيك لقبه العلمي.. البروفيسور يوسف فضل الذي عشق جامعة الخرطوم زماناً طويلاً، دخلها طالباً ومكث فيها استاذاً ومديراً.. ومحاضراً ولا يزال.
وهو حينما لامس وعيه أهمية التاريخ كان يمسك به داخل حدود وطنه باحثاً ومؤلفاً واستاذاً يتمتع بميزة التوازن وعدم الاشتطاط والحيادية. ونحن نجلس اليه فاجأناه بسؤال: أيهما اسبق لتاريخه.. العائلة ام صرخة الميلاد؟ وقد ارخ بعضها مبتعدين بذلك عن الغوص في اعماق التاريخ وقريبين من الحياة الخاصة به..في حوار قال فيه:
- افخر باجدادي من الفادنية الذين عرفوا بحفظ القرآن وهي قبيلة صغيرة اختلطت بالجعليين واستوطنت المحمية.. والجزيرة والبطانة، اما انا فنشأت في قرية تبورة.. والدي لم يفلح في التجارة التي اشتهر بها اهله فعمل فلي السكة الحديد.. وكان ذي خط جميل وهذا ما فتح لي فرصة التعليم.. في ابوحمد وسنكات وبورتسودان ووادي سيدنا، اما والدتي فدم الجعليين فيها متساوياً أكثر .. من والدي.
* ارتبطت بالعاصمة اكثر.. لماذا؟
- في المعيشة.
* هل التاريخ انثى؟
- التاريخ يصنعه الانسان.. اي الرجل والمرأة.. وهو الذي صنعهما الاثنين.
* ولكن يقال ان المرأة مظلومة في التاريخ؟
- لم تكن في الماضي مظلومة.. وكان لها دور كبير خاصة الملكات فنظام الارث في السودان في العائلة المالكة الشرعية يأتي عبر المرأة وليس الرجل..واشتهرت بالحكمة خاصة في النوبة كان ملوكها لا يأتون على امر الا بعد مشورتهن.
* ومن نساء السودان من كانت الاشهر؟
- مهيرة مثلاً في تاريخ مقاومة الشايقية للغزو التركي المصري وشاعرات كثيرات خاصة من بين الجعليين واحدى ملكات جبال النوبة.. ورابحة التي نبهت المهدي على قدوم جيش العدو.
* ومن تعجبك من شاعرات الجعليين؟
-بنونة.
* يقولون وراء كل عظيم امرأة؟
- يقولون ذلك ولكن ليس وراء كل عظيم امرأة.. ربما هي معين ودافع معنوي ومشجعة.. وربما ملهمة.
* هل للسودان تاريخ سري؟
- لا .. ولكن ذلك قد يوجد في بعض المجتمعات التي تغلب عليها الهيمنة السياسية والسلطة.. قد تكون هذه (المخفيات).
* الكثيرون يتحدثون ان الحب هو الذي يصنع الاحداث وبالتالي التاريخ؟
- ربما في كثير من الاحداث كان المحرك الاساسي.. هنالك سلسلة كاملة لجرجي زيدان يؤكد فيها ان الحب يصنع التاريخ.. لكنني اعتقد انه ليس كل الاحداث حركها الحب فقط الا اذا توسعنا في مفهومه.. الحب للوطن والايمان ببعض القضايا والافكار.
* تاريخنا ودرجة النقاء فيه؟
- من الخطأ الاصرار على النقاء في كل شيء.. من الصعب ان تجد شيئاً نقياً خاصة في تاريخ السودان، فعند دخول العرب كان هنالك سكان من أصول افريقية تركوا بصمة على الحضارة العالمية لا يمكن ان نتجاهلهم ونصر على ان كل ما جاء من الخارج هو النقي والصحيح.
* هل ظلمك تاريخك؟
- لم يظلمني، وسعيداً بما اديت ربما كان الاجدر الاهتمام بالتأليف اكثر مما فعلت.. ولكن كل ما فعلته كان من صنعي انا.
* ماذا استفدت من التاريخ دراسة وتدريساً؟
- منحني نوعاً من القناعة واحترام الذات.
* من الذي ظلمه التاريخ؟.
-نابليون، تأثرت لما اصابه. الامام علي عليه السلام عاطفتي موجهة نحوه.
* وجامعة الخرطوم؟
-(جميلة) لانها مثال للمؤسسة التعليمية النموذجية.. و(مستحيلة) لان البقاء فيها يحتاج الى جهد كبير كل من تخرج فيها اصابه كثير من فضل هذا البلد.
* اهتماماتك الغنائية؟
- احب اغاني اهلنا الجعليين ومدائح ود سعد واولاد حاج الماحي واطرب للراحل حسن عطية واسعد لسماع الموسيقى الاوروبية الكلاسيكية ان وجدت فرصة لذلك.
* ابناؤك.. هل ساروا على طريقك؟
-لا.. الاول مهندس كهربائي والثانية طبيبة والثالث والرابع في مجالي الادارة والاقتصاد تمنيت ان يسير احد منهم على طريقي.
بروفيسور يوسف فضل: ليس وراء كل عظيم امرأة
بهدوء كان يتسلق عتبات السلم المؤدي الى مكاتب (الرأي العام) ولكنه كان منفتح السرائر وحينما وقف امامنا.. قلنا: اهلاً بالمؤرخ الكبير.. فما قدمه ينسيك لقبه العلمي.. البروفيسور يوسف فضل الذي عشق جامعة الخرطوم زماناً طويلاً، دخلها طالباً ومكث فيها استاذاً ومديراً.. ومحاضراً ولا يزال.
وهو حينما لامس وعيه أهمية التاريخ كان يمسك به داخل حدود وطنه باحثاً ومؤلفاً واستاذاً يتمتع بميزة التوازن وعدم الاشتطاط والحيادية. ونحن نجلس اليه فاجأناه بسؤال: أيهما اسبق لتاريخه.. العائلة ام صرخة الميلاد؟ وقد ارخ بعضها مبتعدين بذلك عن الغوص في اعماق التاريخ وقريبين من الحياة الخاصة به..في حوار قال فيه:
- افخر باجدادي من الفادنية الذين عرفوا بحفظ القرآن وهي قبيلة صغيرة اختلطت بالجعليين واستوطنت المحمية.. والجزيرة والبطانة، اما انا فنشأت في قرية تبورة.. والدي لم يفلح في التجارة التي اشتهر بها اهله فعمل فلي السكة الحديد.. وكان ذي خط جميل وهذا ما فتح لي فرصة التعليم.. في ابوحمد وسنكات وبورتسودان ووادي سيدنا، اما والدتي فدم الجعليين فيها متساوياً أكثر .. من والدي.
* ارتبطت بالعاصمة اكثر.. لماذا؟
- في المعيشة.
* هل التاريخ انثى؟
- التاريخ يصنعه الانسان.. اي الرجل والمرأة.. وهو الذي صنعهما الاثنين.
* ولكن يقال ان المرأة مظلومة في التاريخ؟
- لم تكن في الماضي مظلومة.. وكان لها دور كبير خاصة الملكات فنظام الارث في السودان في العائلة المالكة الشرعية يأتي عبر المرأة وليس الرجل..واشتهرت بالحكمة خاصة في النوبة كان ملوكها لا يأتون على امر الا بعد مشورتهن.
* ومن نساء السودان من كانت الاشهر؟
- مهيرة مثلاً في تاريخ مقاومة الشايقية للغزو التركي المصري وشاعرات كثيرات خاصة من بين الجعليين واحدى ملكات جبال النوبة.. ورابحة التي نبهت المهدي على قدوم جيش العدو.
* ومن تعجبك من شاعرات الجعليين؟
-بنونة.
* يقولون وراء كل عظيم امرأة؟
- يقولون ذلك ولكن ليس وراء كل عظيم امرأة.. ربما هي معين ودافع معنوي ومشجعة.. وربما ملهمة.
* هل للسودان تاريخ سري؟
- لا .. ولكن ذلك قد يوجد في بعض المجتمعات التي تغلب عليها الهيمنة السياسية والسلطة.. قد تكون هذه (المخفيات).
* الكثيرون يتحدثون ان الحب هو الذي يصنع الاحداث وبالتالي التاريخ؟
- ربما في كثير من الاحداث كان المحرك الاساسي.. هنالك سلسلة كاملة لجرجي زيدان يؤكد فيها ان الحب يصنع التاريخ.. لكنني اعتقد انه ليس كل الاحداث حركها الحب فقط الا اذا توسعنا في مفهومه.. الحب للوطن والايمان ببعض القضايا والافكار.
* تاريخنا ودرجة النقاء فيه؟
- من الخطأ الاصرار على النقاء في كل شيء.. من الصعب ان تجد شيئاً نقياً خاصة في تاريخ السودان، فعند دخول العرب كان هنالك سكان من أصول افريقية تركوا بصمة على الحضارة العالمية لا يمكن ان نتجاهلهم ونصر على ان كل ما جاء من الخارج هو النقي والصحيح.
* هل ظلمك تاريخك؟
- لم يظلمني، وسعيداً بما اديت ربما كان الاجدر الاهتمام بالتأليف اكثر مما فعلت.. ولكن كل ما فعلته كان من صنعي انا.
* ماذا استفدت من التاريخ دراسة وتدريساً؟
- منحني نوعاً من القناعة واحترام الذات.
* من الذي ظلمه التاريخ؟.
-نابليون، تأثرت لما اصابه. الامام علي عليه السلام عاطفتي موجهة نحوه.
* وجامعة الخرطوم؟
-(جميلة) لانها مثال للمؤسسة التعليمية النموذجية.. و(مستحيلة) لان البقاء فيها يحتاج الى جهد كبير كل من تخرج فيها اصابه كثير من فضل هذا البلد.
* اهتماماتك الغنائية؟
- احب اغاني اهلنا الجعليين ومدائح ود سعد واولاد حاج الماحي واطرب للراحل حسن عطية واسعد لسماع الموسيقى الاوروبية الكلاسيكية ان وجدت فرصة لذلك.
* ابناؤك.. هل ساروا على طريقك؟
-لا.. الاول مهندس كهربائي والثانية طبيبة والثالث والرابع في مجالي الادارة والاقتصاد تمنيت ان يسير احد منهم على طريقي.